كيف تكونت الأرض؟ قصة
نشأة كوكبنا
منذ بلايين السنين، لم يكن
هناك شيء يشبه الأرض كما نعرفها اليوم. لم تكن هناك محيطات زرقاء ولا جبال شامخة،
ولا حتى هواء يمكن تنفسه. بل كانت الفوضى تملأ الكون، وتدور في مجرّته مليارات من
الكتل الغازية والغبار الكوني، إلى أن بدأ كل شيء في التغيّر… وهنا تبدأ قصة تكوّن
الأرض.
بداية من الغبار والنار
تعود بداية الأرض إلى حوالي
4.6 مليار سنة، حين تشكل النظام الشمسي من سحابة ضخمة من الغاز والغبار الكوني
تُعرف باسم السديم الشمسي. بفعل الجاذبية، بدأت هذه السحابة في الانهيار على
نفسها، ونتج عنها تشكّل الشمس في المركز، بينما بدأت بقية المواد في الدوران حولها.
مع الوقت، تجمعت الجسيمات
الصغيرة لتشكل أجسامًا أكبر تُعرف بـ”الكواكب الأولية”، ومن بينها الأرض. كانت
الأرض حينها كرةً نارية من الصخور المنصهرة والنشاط البركاني العنيف.
الأرض البدائية… كوكب لا
يُحتمل
في بداياتها، كانت الأرض
عبارة عن جحيم من البراكين والغازات السامة، وكانت تتعرض باستمرار لوابل من
النيازك. لكن هذه الاصطدامات لم تكن كلها مدمرة؛ أحدها، بحسب نظرية معروفة، أدى
إلى تكوّن القمر، بعد اصطدام كوكب بحجم المريخ تقريبًا بالأرض.
ومع مرور الوقت، بدأت حرارة
الكوكب في التناقص تدريجيًا، وتكونت قشرة صخرية صلبة حول سطح الأرض.
نشأة المحيطات والغلاف
الجوي
أثناء برودة الأرض، بدأت
الغازات تتصاعد من باطنها مشكلةً الغلاف الجوي الأولي، والذي كان يحتوي على ثاني
أكسيد الكربون وبخار الماء والميثان. أما المياه، فقد جاءت من بخار الماء المتصاعد
من البراكين، إضافة إلى المذنبات الجليدية التي اصطدمت بالأرض. ومع الوقت، تكاثف
بخار الماء وسقط على شكل أمطار غزيرة استمرت لآلاف السنين، حتى تشكلت المحيطات
الأولى.
الحياة… الشرارة الأولى
بعد أن هدأت الأرض قليلًا،
بدأت مكونات الحياة الأولى في الظهور، ربما في أعماق المحيطات حيث الحرارة والضغط
مناسبين، أو في برك صغيرة على سطح الأرض. ومع مرور ملايين السنين، تطورت هذه
الكائنات البسيطة لتصبح أكثر تعقيدًا، حتى ظهرت الحياة كما نعرفها اليوم.
خاتمة
تكوّن الأرض لم يكن صدفة